نشرت صحيفة "ميديا بارت" الإلكترونية الفرنسية، مقالاً مطوّلاً عن المعاني والعبر المستلهمة من زيارة الأربعين المليونية السنوية الى مرقد أبي الأحرار وسيد شباب أهل الجنة، الإمام الحسين بن علي "عليهما السلام" في مدينة كربلاء المقدسة.
وقالت الصحيفة في مقالها، إن "المكانة التي نالها حفيد نبي الإسلام، الإمام الحسين بن علي (صلوات الله عليهم) لدى جميع المسلمين، جاءت على خلفية إستشهاده الى جانب عائلته ورفاقه ظلماً بعد رفضه مبايعة الحاكم المستبد وغير الشرعي، يزيد بن معاوية الذي استهزأ بالقيم الإسلامية الحنيفة"، مضيفةً أن "بعضاً من معالم الطبيعة (المذهلة) لهذه المسيرة، هي التحدي الذي يظهره ملايين الأشخاص كل عام للتهديدات الإرهابية التي يطلقها تنظيم داعش، تجاه الشيعة الذين يشكّلون (الهدف المفضل) لهذا التنظيم الإرهابي".
وتابع المقال أن "الجذور التاريخية والأيديولوجية لداعش الذي يستهدف المسلمين قبل أي فئة أخرى من البشر، ويدوس ببربريته على أبسط مبادئ الإسلام، تنحدر أصلاً الى كربلاء قبل أربعة عشر قرناً من الآن، عندما قام جيش يزيد المغتصب للخلافة بذبح أهل بيت النبي تحت شعار الإسلام"، مبيناً أن "إستهداف أتباع آل البيت الأطهار (صلوات الله عليهم) خلال زيارة الأربعين من قبل داعش الذي يراهم كألد أعداءه، تأتي في سياق معاداة هذا التنظيم الإرهابي لمظاهر تجسيد الإيمان الحقيقي التي تميّز جموع زوّار الأربعين".
وبيّنت الصحيفة الفرنسية أن "أكبر تجمع في العالم لم يعد الحج الإسلامي إلى مكة المكرمة، ولا مهرجان (كومبه ميلا) الهندوسي بعد الآن، وإنما هي زيارة الأربعين التي يتجاوز أعداد المشاركين في مراسيمها، حجاج مكة بخمسة أضعاف، وتحتل أهميةً أكبر من مهرجان (كومبه ميلا) الذي يقام كل ثلاث سنوات فقط، بل وأصبحت هذه الزيارة تفوق جميع التجمعات الأخرى على هذا الكوكب مجتمعة، بعد أن بلغت جموعها أكثر من عشرين مليون زائر في العام الماضي، في نسبة (مذهلة) تبلغ 60٪ من مجموع سكان العراق، ناهيك عن التزايد المستمر لأعدادهم عاماً بعد عام".
وتساءلت صحيفة "ميديا بارت" في سياق مقالها، عن السبب وراء عدم سماع الكثير من قبل بهذه الزيارة التي وصفتها بـ "أعظم مسيرة دينية في العالم" على الرغم من إمتلاكها لخصوصية لا توجد في نظيراتها على الإطلاق، وهي عدم إقتصارها على المسلمين الشيعة بكافة مدارسهم الفكرية، وإنما إجتذابها أيضاً للمسلمين السنّة، والمسيحيين، والأيزيديين، بل وحتى الزرادشتيين والصابئة الذين يشاركون في مراسيمها وخدمة الزائرين الآخرين على حدٍ سواء".