نشرت صحيفة "آي بي تايمز" الإندونيسية، مقالاً إستشهدت في مستهله بمقولة البروفيسور في جامعة "هارفارد" الأمريكية المرموقة، "آن ماري شيميل"، في محاضرةٍ لها عن حقوق الإنسان والمسلمين، إنه "لا تعلموا المسلمين عن حقوق الإنسان، لأن لديهم قصة كربلاء".
وقالت الصحيفة في مقالها المعنوّن بـ "روح عاشوراء: الوقوف بوجه الطغاة والظالمين"، إنه "حتى في خضم الحرب المستعرة في ظهيرة يوم عاشوراء سنة 61 هـ، لم يتوقف الإمام الحسين (عليه السلام) عن توجيه الدعوات والنصائح لأعدائه من أجل إعادتهم الى جانب الحق، إلا أن تحذيراته تلك لم تلقَ أذناً صاغية من قبل معسكر يزيد، وذلك لأن حياتهم أصبحت مليئة بحب الدنيا، فكانوا كما وصفهم به حقاً بأن (النَّاسُ عَبِيدُ الدُّنْيَا، وَالدِّينُ لَعِقٌ عَلَى أَلْسِنَتِهِم، يَحُوطُونَهُ مَا دَرَّتْ مَعَايِشُهُمْ)، في حين كانت مهمة سبط رسول الله (صلوات الله عليهما)، هي حفظ أسس الإسلام ومحاربة أولئك الذين يحاولون تدمير طهارته، ولولا ثورته تلك، لكان قد اُقتِلع الإسلام من جذوره، ولفُقِدت كل معالمه الى الأبد".
وتابع المقال، أن "كربلاء كما يوحي أسمها (كرب) و(بلاء)، كانت موقعاً لحدث مؤثرٍ لا يمكن أن يُنسى أبداً، فقد ظهر جلياً أن شهداء كربلاء قد منحوا في ذلك اليوم، الروح لأهم حكمة للبشرية وجوهراً للحياة، متمثلةً بالدفاع عن الحق والعفة والعدالة"، مؤكدةً إن "صدى روح عاشوراء سيستمر وإن ثورتها ستبقى على المسار الصحيح والهادف الى تحرير الناس من قيود الظلم نحو فسحة الحرية".
وشددت كاتبة المقال، "أنجا هواري فاسيا"، على إن "إحياء ذكرى عاشوراء، يعني تعزيز الالتزام بمحاربة الطغاة والظلم في كل زمان ومكان، وهو الشعار الذي إختصت به مدرسة الفكر الشيعي والقائل بـ (كل أرضٍ كربلاء، وكل يوم عاشوراء)، فضلاً عن أنها كانت الـ (وقود الأيديولوجي) الذي إنطلقت منه العديد من الثورات التحررية حول العالم ضد الحكام الاستبداديين والشموليين".