نشرت صحيفة "بايونير" اليومية الهندية، مقالاً إفتتاحياً أكّدت من خلاله، إنه بعد 50 عاماً فقط على وفاة النبي محمد "صلى الله عليه وآله" عام 632 م، بدأ الإرهابيون بإرتداء عباءة الإسلام لإخفاء وحشيتهم وفسقهم.
وقالت الصحيفة في مقالها إن "الإسلام يحرّم العنف ويعزز السلام والعدالة، وهو ما أكّده الباري (جل وعلا) في القرآن الكريم، بقوله (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) – الأنبياء (107)"، متسائلةً في مستهل المقال، "بما أنه لا يوجد حكم بالعنف في الإسلام، فلماذا يحصل الإرهاب في جميع أنحاء العالم بإسم الدين؟، ومن هم هؤلاء الإرهابيون الذين يرتدون عباءة الإسلام؟".
وتابع المقال، أن "الجواب على هذا التساؤل، هو أنه بعد 50 عاماً فقط من وفاة رسول الإنسانية (صلى الله عليه وآله)، حصل صراع بين الجوهر الحقيقي للإسلام، وبين الجماعات الإجرامية التابعة لرؤوس السلطة السياسية الخبيثة، والذين أعلنوا عن أنفسهم كـ (خلفاء) بقوة السيف وعبر ترعيب المسلمين للحصول على دعم جماهيري"، مشيراً الى أن "من أبرز النماذج على هؤلاء (الخلفاء) الإرهابيين، هما يزيد بن معاوية آنذاك، وأبو بكر البغدادي في عصرنا الحالي".
وأضاف كاتب المقال "حسن خورشيد"، أن "بدايات تأسيس هذا الفكر الإرهابي، كانت عندما اغتصب يزيد خلافة الإسلام، ومطالبته بالبيعة من حضرة الإمام الحسين (عليه السلام) والذي رفض الإعتراف بهذه السلطة الغاشمة، لا لكون يزيد إرهابيٌ متشددٌ ووحشي وحسب، وإنما لكونه غير أخلاقي الى درجة أن أعماله السيئة تعدّ من المحرمات حتى في المجتمعات المتحررة حالياً، ليتم بعدها فرض خياريّن على سبط رسول الله (صلوات الله عليهما) لا ثالث لهما، فأما البيعة واما الموت".
وبيّن "خورشيد"، أنه "في حالة القبول بالخيار الأول، فأن إعتراف الحسين (عليه السلام) بفجور يزيد سيعني تشويه الدين الحنيف بشكل دائم، وسيظهر دين جديد زائف تحت ستار الإسلام، فكان البديل أن يتم إغتيال الإمام (عليه السلام) بلا رحمة في صحراء كربلاء الى جانب (71) من أفراد أسرته وأصحابه بتاريخ العاشر من محرم سنة 61 هـ، بعد أن ظل جائعاً وعطشاً لثلاثة أيام متتالية، حيث لم يسلم من هذه الجريمة، حتى نجله علي الأصغر ذو الأشهر الستة من العمر، والذي أرسى دمه البريء، سفينة الإسلام الغارقة حينها".
وتابعت الصحيفة الهندية، أنه "يمكن تفسير السيناريو المعاصر لإحياء الإرهاب على أفضل وجه عبر كلمات المؤرخ البريطاني (تشارلز ألين) والذي أكّد في كتابه (إرهابيو الرب – الطائفة الوهابية والجذور الخفية للجهاد الحديث)، إن (الوهابية هي الأيديولوجية الموجِّهة للإرهاب الإسلامي الحديث، ففي أواخر القرن الثامن عشر، تجذرت إعادة تفسير متشددة للإسلام في الصحراء العربية، والتي عُرف أتباعها بـ (الوهابيين) نسبةً الى أسم مؤسسها (عبد الوهاب)، ليتم بعدها تصدير هذه العقيدة المتطرفة إلى كلٌ من الهند والحدود الشمالية الغربية لأفغانستان".
وتنقل صحيفة "بايونير" عن "ألين"، تأكيده إنه "عندما تصاعدت المعارضة ضد الأيديولوجية الشيطانية ذات الدوافع الخفية لـ (عبد الوهاب)، لجأ الأخير الى البحث عن ممول لهذه الأيديولوجية، فوجد ضالّته في الزعيم البدوي (ابن سعود) والذي كان بدوره يبحث عن شرعية إسلامية لنيل السلطة على الرغم من كونه ينحدر إلى قبيلة (عنزة بن وائل) الصهيونية، فكان له ما أراد، وهو خلق شراكة بين الفكر الوهابي والسيف السعودي، والتي كان من نتائجها ظهور سلالة عائلية حاكمة تحت مسمى (المملكة العربية السعودية)".
يذكر أن من بين ما كتبه "تشارلز ألين" عن علاقة الفكر الوهابي اليزيدي بالإرهاب الذي يشهده العالم حالياً، هو أن "الإيديولوجية الوهابية أو السلفية قد تم تكريسها بالكامل في كتاب (التوحيد) الذي ينص على فرض هذه الإيديولوجية على المسلمين من أتباع الطوائف الأخرى وغيرهم بالقوة، أو التعرّض للقتل، وهو ما سارت عليه جميع التنظيمات الإرهابية اللاحقة كالقاعدة وطالبان وداعش".