ذكرت صحيفة "كومباسيانا" الإندونيسية، أن أهمية شهر محرم الحرام لا تقتصر على كونه إعلاناً بدخول العام الهجري الجديد وحسب، وإنما يتم تذكره أيضاً باعتباره شهراً مليئاً بالحزن على خلفية الحادثة المأساوية التي حلّت في العاشر منه والمتمثلة بإستشهاد حفيد النبي محمد، وإبن الإمام علي والسيدة فاطمة "عليهما السلام"، الإمام الحسين "صلوات الله عليهم" في معركة غير متكافئة ضد جيش الطاغية الأموي يزيد بن معاوية.
وقالت الصحيفة في مقال لها، إن "بالرغم من كون المعركة المندلعة على أرض كربلاء، هي غير متكافئة الى حدٍ كبير، إلا أن معسكر الحسين (عليه السلام) قد تمكّن من إظهار مقاومة كبيرة ضد الآلاف من الجنود المدربين تحت قيادة عمر بن سعد"، مشيرةً الى أن "من بين أبرز الأمثلة على تلك المقاومة، هو الأداء الإستثنائي الذي قدّمه "علي الأكبر" إبن الإمام الحسين (عليهما السلام) الى درجة عدم وجود عدو واحد يمكنه أن يشل حركة هذا الشاب الضخم الشبيه بالطوفان، وكيف هذا وهو وريث دماء جده، الإمام علي (عليه السلام)، الرجل الذي هدم البوابات الحديدية لقلعة (خيبر) بضربة واحدة من يده".
وتابع المقال، أن "وفاة الإبن البكر للإمام الحسين (عليه السلام)، أثارت حزناً شديداً في قلب الإمام، لكن هذا الحزن لم يستطع أن يبدد دم المحارب في جسده، ليصبح استشهاد أشبه الناس برسول الله (صلى الله عليه وآله) بمثابة (إعادة شحن) لروح أبي الأحرار، حيث يصف المؤرخون معركة كربلاء، بأنها نجحت في تقديم الحسين كبطل حقيقي لا يهزم، إلا أنه صبور أيضاً في الشدائد، وإمامٍ تقي عندما يحين وقت الصلاة".
وأشارت الصحيفة الإندونيسية، الى أنه "عندما سقط المحارب العظيم في النهاية، ترك وراءه الحزن والقصص غير العادية التي ستظل البشرية تتذكرها حتى نهاية الزمان، كالرفقة والرحمة والإيمان والولاء، لتصبح بمجملها قصة كربلاء في يوم عاشوراء الخالد".