إستذكرت صحيفة "أزرتاغ" الأذربيجانية، بعضاً من سيرة حياة أحد كبار علماء بلادها، المفكر الإسلامي العالمي "أحمد باي أغاوغلو" والذي إكتسب علومه الدينية جراء دراسته في مدينة كربلاء المقدسة في أواخر القرن التاسع عشر.
وقالت الصحيفة في تقرير لها بعنوان "أحمد باي أغاوغلو: مدافع كبير عن أوربا الشرق"، إن "أغاوغلو هو من مواليد عام 1869 في شوشا، إحدى أجمل مدن أذربيجان، وكان والده (الميرزا حسن)، ينحدر من عائلة (جوردلار) النبيلة، فيما تنتمي والدته (تاز خانم) الى عائلة (ساريجالي) من سلالة نبلاء إقليم (كاراباخ) الشهير، حيث نشأ أحمد باي وتربى في كنف أسرة متدينة للغاية تعتنق قيم آل البيت الأطهار (عليهم السلام)، والتي أرسلته بعمر السادسة إلى المدارس الدينية في مدينة كربلاء المقدسة ومن بعدها الى مدينة النجف الأشرف للإستقاء من علومها الدينية".
وأضاف التقرير، أن "هذا المفكر كان قد إتجه بمساره العلمي من كربلاء والنجف إلى كبريات مدن العالم مثل بطرسبورغ وباريس لإكمال دراساته الأكاديمية ألأولية والعليا، ليصبح أول موطن قوقازي يتعلم في جامعة الـ (سوربون) الفرنسية العريقة، ولينتقل منها الى عدة جامعات ومعاهد أوروبية بارزة لدراسة القانون وتاريخ الحضارات والأديان الشرقية".
وتابعت الصحيفة الأذربيجانية، أن "المحتوى المهم لكتاباته وأبحاثه العلمية المبكرة، قد أسهم في إبصالها الى النشر في مجلات علمية رصينة، فيما كان بحثه الموسوم بـ (المعتقدات المزدانية في الدين الشيعي) قد عُرض للمناقشة في المؤتمر الدولي التاسع للمستشرقين الذي عقد في العاصمة البريطانية لندن للفترة من 5 إلى 12 أيلول 1892، وكان حينها أول عالم مسلم يُمنح حق التحدث في مثل هذا الحدث المرموق".
وكنتيجة لجهوده العلمية والبحثية المهمة، فقد كان (أغاوغلو) الشخص الوحيد المنتخب لعضوية برلمانيّ أذربيجان وتركيا، بالإضافة إلى كونه عضواً في البرلمان التركي في كل من الفترتيّن العثمانية والجمهورية، وكان يركّز جلّ إهتمامه على إبعاد الشعوب الإسلامية عن طائلة التخلف، وإيصالها الى مراتب الدول الأكثر تقدماً في العالم."
يذكر أن المفكر الإسلامي الكبير "أحمد باي أغاوغلو" كان قد توفي في مدينة اسطنبول التركية بتاريخ 19 آيار 1939م، حيث تم دفنه في مقبرة بلدة "فيريكوي" وسط المدينة.