نشرت صحيفة "داون" الباكستانية، مقالاً إفتتاحياً أكّدت من خلاله إن يوم عاشوراء الذي استشهد فيه حفيد النبي الأكرم، الإمام الحسين "صلوات الله عليهما"، ومعظم أهل بيته وأصحابه، هو أكثر الأمثلة المأساوية على إراقة الدماء والهمجية في تاريخ المسلمين.
وقالت الصحيفة في مقالها المعنوّن بـ "القدرة على القسوة"، إنه "لم تبقَ سوى أيام معدودة من حلول شهر محرم والذكرى السنوية لمذبحة كربلاء بحق آل بيت رسول الله (عليهم السلام) من حصار وحرمان من الماء والطعام قبل أن تبدأ المذبحة، التي تبعها أسر النساء والأطفال"، مضيفةً أنه "لسوء الحظ، يوجد دليل لا جدال فيه على قدرة الإنسان على القسوة في كل مكان ينظر إليه المرء مذ ذلك الحين".
وأشارت كاتبة المقال "رفيعة زكريا" الى أنه "من السائد الإعتقاد بأن أولئك ممن يؤمنون بقدرة الإنسان على تجنب القسوة، هم أغبياء وساذجون، حيث أن تاريخنا، حافل بأعمال قسوة وحشية تختلف درجاتها الى حد القدرة على إبادة شعوب بأكملها بواسطة الأسلحة النووية".
وتابعت "زكريا" التي تعمل كأستاذة قانون دستوري وفلسفة سياسية، إن "العلاج الوحيد الممكن ضد هذه الانهيارات الجليدية المحتملة من القسوة البشرية التي تحيط بنا هو الاعتراف بوجودها بل وتسليط الضوء عليها"، مبيّنةً أن "قوة القسوة هنا تكمن في الدافع البشري لإنكار وجودها، والرغبة في زوالها من خلال التظاهر بأنها غير موجودة".
وإختتمت الكاتبة مقالها بالإشارة الى أنه "عندما تتم مناقشة القسوة أو القدرة على القسوة (الفردية منها والوطنية والمجتمعية) بصورة علنية، فيمكن حينها الحكم عليها وتشريحها، ومن ثم تم تطوير الترياق المضاد لها بسرعة أكبر والتزام أكثر إلحاحاً".