ذكر كتاب "الإمام الحسين في الدراسات الاستشراقية" الصادر عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، أنه يمكن اعتبار القرن الثاني عشر الميلادي - تقريباً – هو بداية معرفة أوربا بالمذهب الشيعي كعقيدة وتنظيم سياسي، وكان ذلك بالتزامن مع الحملات الصليبية في زمن الدولة الفاطمية.
وذكر الكتاب عبر بابه الثامن والمعنوّن بـ "المستشرقون والتشيع"، أن "الأخبار عن الشيعة صيغت حينها بكثير من الخلط والتعميم وعدم التمييز والفرز عن غيرها، مع وجود التأثير الأيديولوجي السياسي على طبيعة تلك الكتابات"، مبيناً أن "جملة من المستشرقين والكتّاب الغربيين يعتبرون أن الأفكار الشيعية وبالخصوص عند بعض الفرق المحسوبة على الشيعة، تمثل انتحالاً للأفكار الوثنية الإغريقية والفارسية القديمة".
وأشار مؤلف الكتاب، سماحة الشيخ "ليث العتابي"، الى أن "أعداء الشيعة قد زعموا وجود (قرآن) خاص بالشيعة يتضمن سورتيّن لا توجدان في القرآن المتداول وهما (النورين) و(الولاية)"، مبيناً أن هذا الادعاء المكذوب جاء على خلفية ظهور كتاب اسمه (دبستاني مذاهب) لمؤلف زرادشتي في القرن السابع عشر أو الثامن عشر الميلادي، حيث لقي هذا الكتاب اهتمام الإنكليز ومنهم المسؤول في حكومة الهند البريطانية، السير (وليم برتوروث بيلي) والذي قام بتحقيقه، وترجمته، وطباعته، ونشره، حتى أصبح من أهم المثالب على مذهب التشيع".
وتابع "العتابي" بالقول إنه "لا يخفى دور شركة الهند البريطانية في إخراج كتاب (الدبستان) الى النور ونشره والترويج له بصورة كبيرة، ناهيك عن اهتمام المستشرقين به كونه مادة خصبة للطعن بالإسلام والتشيع بشكل خاص، حيث أثاروا مواضيع متعددة في كتبهم ودوائر معارفهم حول تحريف الشيعة للقرآن مما شكّل المعين المطلوب للوهابية ومن لف لفهم في معاداة الشيعة، مواكبةً منهم لدوائر الاستعمار العالمي وأعداء الدين الإسلامي".
المصدر:- الإمام الحسين في الدراسات الاستشراقية، الطبعة الأولى، أحد منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2018، ص 28 – 29.