ذكر موقع "ناين ويز ميستري" العالمي المتخصص بشؤون العلم والمعرفة أن العالم والفيلسوف اليوناني الشهير "فيثاغورس" كان قد أمضى شطراً من حياته في ممارسة الصيام كوسيلة لتصفية الذهن وزيادة التركيز.
وقال الموقع في تقرير مفصل، إن "فيثاغورس سافر كثيراً في فترة شبابه مع والده (مناركوس) الذي كان تاجراً للأحجار الكريمة، ليتعرّف بعدها على الأفكار الحسابية وعلم الفلك من قبل العالم (طاليس) والذي نصحه بالسفر إلى مصر لمعرفة المزيد عن هذه الموضوعات".
وتابع التقرير أنه "لدى وصوله إلى مصر، حاول فيثاغورس الإلتحاق بالمدارس العلمية في ذلك البلد مراراً وتكراراً، إلا أن طلبه قوبل بالرفض ما لم يخضع لتدريب معين على الصيام، حيث أبلغته سلطات المدرسة بأنه لا يمكنها منحه المعرفة إلا إذا كان يملك درجةً معينةً من الإنضباط، تمهيداً لتعريفه بالعلوم الحية المعززة بالتجربة الفعلية، لا بالمعرفة النظرية فقط، وهو ما يجب عليه خوضه عبر الصوم عن الطعام لمدة 40 يوماً".
وتنقل المصادر عن فيثاغورس إعلانه بعد 40 يوماً من الصيام، عن أنه "أصبح رجلاً مختلفاً، وإنه قد ولد من جديد"، مضيفاً أن "وجهة نظره كانت فكرية بحتة في السابق، إلا أنه ومن خلال هذا التطهير الجسدي والروحي، قد بدأ بالإحساس بدلاً من التفكير فقط، وأن الحقيقة لم تعد مفهوماً بالنسبة له، وإنما هي الحياة ككل".
وأشار موقع "ناين ويز ميستري" الى أن "فيثاغورس كان قد أُرسِل الى بلاد بابل بعيد غزو (قمبيتر) الثاني ملك بلاد فارس لأرض مصر عام 525 قبل الميلاد، حيث قام فيثاغورس حينها بمتابعة دراساته في الرياضيات، والموسيقى، والفلك، بالإضافة الى دراسته للعلوم الكلدانية، قبل أن يشق طريقه عبر بلاد فارس إلى الهند، ومنها إلى موطنه الأصلي بعد بلوغه من العمر (56) عاماً، حيث قام فيثاغورس حينها بتأسيس معهد خاص به لتدريس الفلسفة والعلوم، فيما أمر بتطبيق مجموعة من التعليمات الإنضباطية كالصيام، وفترة إختبار علمي أمدها 3 سنوات، وتوقيع وثيقة بالسرية التامة، على طلبة هذا المعهد، في حين أمر بطرد كل من لم يستطع إبداء الإنضباط الكافي، ونصب قبر بأسمه في حديقة المعهد مرفقاً بعبارة تفيد بموت الطالب حتى وإن ظهر جسده بين البشر، لأن روح هذا الطالب قد ماتت الى الأبد".
يذكر أن فيثاغورس كان مسؤولاً عن العديد من التطورات المهمة في تاريخ الرياضيات وعلم الفلك والموسيقى، كما أسس جماعة "الإخوية الفيثاغورسية" للعلوم، بالإضافة الى كونه العقل المفكر وراء المبادئ التي أثّرت في أفكار كل من أفلاطون وأرسطو والفلسفة الغربية عموماً.