أكّدت منظمة "هيومان رايتس ووتش" الدولية لحقوق الانسان وعبر تقريرها الخاص عن مدينة كربلاء المقدسة خلال فترة إندلاع الإنتفاضة الشعبانية عام 1991، إنه لم يتم الإفراج عن آلاف العراقيين الذين اعتقلتهم قوات الأمن الصدامية أثناء قمعها للإنتفاضة في آذار نيسان 1991، كما لم يتلقَّ ذويهم سوى القليل أو لم يتلقوا أي خبر عنهم على الإطلاق، حيث ينتمي الجزء الأكبر من المعتقلين الى مدن جنوب العراق.
وقالت المنظمة في تقريرها الصادر بتاريخ حزيران 1992، إن "النظام البعثي قد زعم في تشرين الأول من العام السابق لإعداد التقرير، أن (قوات الأمن اعتقلت ما مجموعه (15105) أشخاص لمشاركتهم في الاضطرابات، من بينهم (14005) تم العفو عنهم و(1100) سيخضعون للمحاكمة)"، مشيرةً الى أنه "لم يقم أحد بإعداد قائمة شاملة بالعراقيين الذين تم الإبلاغ عن فقدهم أو احتجازهم منذ الانتفاضة، كما لم تتمكن أي منظمة مستقلة، مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر، من الوصول إلى العراقيين المحتجزين".
وتابع التقرير المعنوّن بـ "عذاب لا نهاية له... إنتفاضة 1991 في العراق وما بعدها"، أن "القوائم الجزئية التي أعدّتها مجموعات حقوقية مختلفة تشير إلى أن عدد الأشخاص المفقودين يتجاوز الرقم المعلن من قبل الحكومة، فيما نفت السلطات وجود أي معلومات عن الأسماء التي تم تقديمها لها والخاصة بأشخاص مفقودين ومغيبين خلال فترة الإنتفاضة، كما وثقت تلك المجموعات نمطاً من الردود المراوغة أو المضللة من قبل النظام البعثي على إستفسارات مماثلة".
وأضافت المنظمة الحقوقية الدولية أن "الإعتقالات التي أعقبت الانتفاضة كانت قد إجتاحت بشكل خاص مدينتيّ كربلاء والنجف المقدستين، وبالتحديد رجال الدين"، مشيرةً الى أنه "بين 19 و23 آذار 1991، اعتقلت السلطات في النجف الزعيم الديني آية الله العظمى السيد (أبو القاسم الخوئي) البالغ من العمر (95) عاماً، و(105) أشخاص من عائلته ورفاقه وعائلاتهم، وكان من بين المعتقلين نجل آية الله العظمى (مرتضى كاظمي خلخالي) البالغ من العمر 89 عاماً، بالإضافة الى مواطنين من لبنان والهند وباكستان وأفغانستان والبحرين".
وأشارت منظمة "هيومان رايتس ووتش" الى أنه "رداً على استفسار أولي من المقرر الخاص للأمم المتحدة حول (62) شخصاً من رفاق المراجع المعتقلين، أجابت حكومة بغداد عن أربع حالات فقط، مدعيةً أن السيد (محمد مهدي الخرسان)، والسيد (محمد رضا الخرسان)، السيد (محمد علي هادي الخرسان)، والشيخ (ابراهيم النصراوي) كانوا (على قيد الحياة ويتمتعون بالحرية الكاملة) فيما زعمت عدم إمتلاكها معلومات عن الأفراد الآخرين".
"عذاب لا نهاية له... إنتفاضة 1991 في العراق وما بعدها"
حقوق النشر: حزيران 1992 -من قبل منظمة "هيومان رايتس ووتش"
رقم فهرس بطاقة مكتبة الكونغرس: 92-72351
المعرّف القياسي الدولي للتقرير: 1-56432-069-3
المصدر: اضغط هنا