أكّدت منظمة "هيومان رايتس ووتش" الدولية لحقوق الانسان في تقريرها الخاص عن المجازر المرتكبة بحق مدينة كربلاء المقدسة خلال وبعد فترة الإنتفاضة الشعبانية المباركة سنة 1991، إن مدينتي كربلاء والنجف المقدستين، والتي فرّ منهما العديد من ساكنيها، أصبحتا تخضعان لسيطرة عسكرية مشددة وتم غلقهما إلى حد كبير أمام المراقبين المستقلين الذين يمكنهم متابعة أوضاع حقوق الإنسان في هاتيّن المدينتيّن.
وقالت المنظمة في التقرير الصادر بتاريخ حزيران 1992، إن " الحياة الدينية أصبحت مقيّدة بشكل حاد، كما تم تدمير العديد من المؤسسات الدينية الشيعية أو إلحاق أضرار جسيمة بها أثناء قمع النظام البعثي للانتفاضة، فيما تم هدم ما تبقّى منها لاحقاً بحجة (تحديث) المدن، فضلاً عن إعتقال المئات من رجال الدين ومساعديهم بعد الانتفاضة، ناهيك عن تقييد الأنشطة والطقوس والمناسبات الدينية في المدن المنتفضة".
وتابع التقرير المعنوّن بـ "عذاب لا نهاية له... انتفاضة 1991 في العراق وما بعدها"، أن"منطقة الأهوار النائية في جنوبي البلاد لم تكن أفضل حالاً، حيث ضمّت الآلاف من العراقيين الذين فرّوا خلال الانتفاضة، في ظل إفتقارهم إلى الغذاء، والنظافة، والرعاية الطبية، بالإضافة الى كونهم معرّضون على الدوام لخطر العمليات العسكرية من قبل نظام صدام"، مضيفاً أن "القوات الحكومية حاولت فرض حصار على المناطق التي ينشط فيها الثوّار، كما كانت هناك تقارير موثوقة عن نشاط عسكري حكومي مكثّف في المنطقة حتى أواخر شهر نيسان".
ونقلت المنظمة الحقوقية الدولية عن مصادر المعارضة العراقية، تأكيدها إن "هجمات الجيش الصدامي على الأهوار، بما في ذلك حملة عسكرية واسعة خلال شهريّ كانون الأول وكانون الثاني، تضمنت نيراناً عشوائية من طائرات الهليكوبتر الحربية والمدفعية الثقيلة، وعمليات إعدام جماعية، وإعتقال لسكان الأهوار المشتبه في مساعدتهم للثوّار"، مشيرةً الى أنه "لم يُعرف الكثير على وجه اليقين، عدد أو حجم هذه العمليات العسكرية، ويرجع ذلك إلى رفض السلطات السماح لمراقبين مستقلين بالوصول إلى تلك المناطق، كما لم يكن هناك أي ضغط دولي تقريباً من أجل هذا الوصول، وعلى عكس الأكراد في شمالي البلاد، تم تجاهل سكان الأهوار والمواطنين النازحين اليها من قبل المجتمع الدولي".
"عذاب لا نهاية له... إنتفاضة 1991 في العراق وما بعدها"
حقوق النشر: حزيران 1992 -من قبل منظمة "هيومان رايتس ووتش"
رقم فهرس بطاقة مكتبة الكونغرس: 92-72351
المعرّف القياسي الدولي للتقرير: 1-56432-069-3
المصدر: اضغط هنا