ذكر موقع "آسيا نيوز" العالمي المتخصص بالشؤون الدينية والتاريخية نقلاً عن بطريرك الطائفة الكلدانية في العراق والعالم "لويس ساكو"، تشديده على وجوب إستثمار الزيارة البابوية الأخيرة الى مدينة النجف الأشرف، من أجل تنشيط الإقتصاد والحوار والوحدة بين المجتمعات.
ونقل الموقع عن "ساكو" قوله في لقاء صحفي، إن "زيارة بابا الفاتيكان تشكل إرثًا من التبادلات والتجارب التي يمكن أن تعيد البلاد إلى الساحة الدولية"، داعياً الى "إيجاد طرق لإحياء السياحة التي يمكنها أن تلعب دوراً في الانتعاش الإقتصادي مع إبراز التراث الإسلامي والمسيحي والأيزيدي والصابئي واليهودي في البلاد، ولتحقيق هذه الغاية، فسيكون هنالك كتاب يحتوي على صور ووثائق وشهادات".
وبيّن البطريرك، أنه كجزء من هذا المسعى، يُراد إنشاء ما أسماها بـ "لجنة كنسية" لدراسة الآثار المترتبة على هذه الزيارة، والأماكن والأشخاص الذين قابلهم البابا، والرسائل التي وجهها، والأهم من ذلك، ما الذي يمكن فعله في هذا الإطار"، مستشهداً بالرسالة المعلنة حول الصفة الأخوية بين أتباع الديانات المختلفة في لقاء النجف بين آية الله العظمى السيد علي السيستاني وقداسة البابا فرانسيس، بالقول (نحن جزء منكم وأنتم جزء منّا)".
ومن أجل محاربة ما أسماها بـ "فيروسات الإرهاب والتطرف"، فقد إقترح الكاردينال ساكو، تنظيم دورات تدريبية، وورش عمل مشتركة، وتعزيز المعرفة الدينية، وتصحيح أسباب التضليل، وإحترام التنوع، حيث سيكون من أول المشاريع المماثلة، هو نشر دراسة باللغتين العربية والإنكليزية عن الأديان، والتي ستكون من صياغة لجنة الحوار التي تضم مسيحيين، ومسلمين سنة وشيعة، وإيزيدي واحد، وممثلين عن الصابئة المندائيين، من أجل ترسيخ (مبدأ المساواة أمام القانون)، كما تهدف هذه المبادرة إلى تعزيز المناهج التربوية في المدارس لكل فئة عمرية، من أجل رفع الوعي بالأخوّة وترسيخ الوحدة الوطنية".
وتابع الموقع الذي يتخذ من العاصمة الإيطالية روما مقراً له، أنه "بالنسبة لرئاسة الكنيسة الكلدانية، فإن الخطوات الأولى لإحياء الاقتصاد هي تنشيط السياحة نظراً لأن العراق (هو متحف كبير للحضارات السومرية والبابلية والكلدانية والآشورية والمسيحية والإسلامية)، وهو ما يمكن تحقيقه عبر العمل على ترميم وصيانة المواقع الأثرية وربطها بالمرافق السياحية، وتوسيع المجال ليشمل المواقع المسيحية والإسلامية والمندائية والأيزيدية واليهودية، ومنها كنيسة (كوتشي) في ضواحي بغداد، والتي يعود تاريخها إلى القرن الأول الميلادي، وكنيسة (الأقيصر) المشيّدة في كربلاء منذ القرن الخامس، والكنيسة الخضراء في تكريت منذ القرن السابع، وهي مواقع يجب إعتبارها جزءاً لا يتجزأ من تراث العراق، حيث أنها أكثر قيمة بكثير من آبار النفط التي ستجف يوماً ما".
المصدر: اضغط هنا