ذكرت موسوعة "ويكيبيديا" الإلكترونية العالمية أنه في الخامس من آذار سنة 1991، تشكّلت مجموعات معارضة مسلحة من الجنود السابقين في الجيش النظامي ممن خدموا في الكويت خلال حرب الخليج الثانية، حيث توجّه العديد منهم إلى مدينة كربلاء المقدسة.
وأضافت الموسوعة في تقريرها المعنوّن بـ "معركة كربلاء" أن "هذا الإجراء تبعه ظهور شبان محليون في الشوارع محملين بالسلاح الأبيض بالإضافة الى أسلحة من عيارات أثقل تم الاستيلاء عليها من مسلحي حزب البعث، ليقوم بعدها هؤلاء الشبّان بمهاجمة المباني التابعة للنظام والعناصر الموالية له"، مشيرةً الى أن "مبنى إدارة الأوقاف والشؤون الدينية، كان أول ما تم إسقاطه، تلته العديد من المباني الأخرى، كما إقتحم المنتفضون مستشفى الحسيني وإستولوا على عنابرها، فيما أصبحت العتبات المقدسة المقر الرئيسي للإنتفاضة، وبالتحديد المرقديّن المقدسيّن للإمام الحسين وأخيه العباس (عليهما السلام)".
وتابع التقرير أنه "بتاريخ 6-11 آذار بدأت القوات الصدامية بإستخدام القوة الغاشمة لقمع الانتفاضة دون إعتراض يذكر من قبل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، حيث تعرضت مدينة كربلاء لقصف مدفعي عنيف، فيما تمت مهاجمة مواقع المنتفضين من قبل طائرات الهليكوبتر رغم إعلان قوات التحالف رسمياً عن مناطق حظر طيران عراقية، إلا أن قوات الحرس الجمهوري التي قادت الهجوم على كربلاء قد واجهت مقاومة شرسة بمجرد دخولها المدينة، ونتيجةً لإستياء هذه القوات من مقاتلي الإنتفاضة، فقد رفعت دباباتها لافتات كُتِب عليها (لا شيعة بعد اليوم)، وكان من بين الأهداف الرئيسية للهجوم العسكري، هي الأضرحة المقدسة ومستشفى الحسيني الذي أصبح مقراً لعلاج الجرحى في ظل توافد الأهالي بإستمرار من أجل التبرع بالدم والأدوية على الرغم من القصف المكثف من قبل قوات النظام، حيث أبدى المنتفضون مقاومة شديدة في الدفاع عن المستشفى، إلا أنه وبمجرد سقوط مبناها في قبضة قوات النظام، تم إعتقال جميع الأطباء والممرضين ومن ثم إقتيادهم لمواجهة حكم الإعدام، كما تم إلقاء المرضى من النوافذ، وأقدمت الجرافات على دفن جثث الضحايا في أرض المستشفى حسبما كشفت بعض التقارير".
وأشارت الموسوعة الى أنه "في الأيام الأخيرة للانتفاضة، تضررت العتبات المقدسة بشدة جراء نيران المدفعية وصواريخ طائرات الهليكوبتر، فيما تحصّن العديد من المنتفضين والمدنيين المتعاطفين معهم داخل هذه العتبات، وبمجرد أن حاصرت قوات النظام ضريح الإمام الحسين (عليه السلام)، وقف قائد الهجوم (حسين كامل المجيد)، على دبابة ونادى (أنت حسين وأنا حسين، فلنرى من هو الأقوى الآن)، ثم أعطى الأمر بفتح النار على الضريح، وبعد تفجير الأبواب، اندفع مسلحو النظام البعثي وقتلوا غالبية من في الداخل بنيران الأسلحة الآلية".
وبيّن الموقع العالمي أنه "بمجرد أن سيطر الحرس الجمهوري على المدينة، بدأ بمحاصرة كل منطقة على حدة، وقام أزلامه في اليوم الأول بإطلاق النار تجاه كل من يروه، ليقوموا بعدها بإعتقال كل رجل يزيد عمره عن 15 عاماً، ومن ثم القبض على رجال الدين وإخفائهم الى الأبد، فيما كانت جثث الضحايا ملغمة ولم يُسمح بإبعادها عن الشوارع، ووفقاً للتقارير فقد أقدمت طائرات الهليكوبتر الحربية على قصف المدنيين الفارين من المدينة، حيث إمتدت هذه العمليات حتى تاريخ 19 آذار بإعدام ما تبقى من الشباب في ملاعب المدينة والإعلان رسمياً عن قمع الانتفاضة".
ونقلت موسوعة "ويكيبيديا" عن التقارير الواردة من كربلاء تأكيدها، إنه "لم تُترك أي منطقة سكنية سليمةً بعد الانتفاضة، حيث تحولت معظم المباني المحيطة بضريحيّ الإمام الحسين وأخيه العباس (عليهما السلام)، إلى ركام تام، فيما كانت الأضرحة نفسها مشوهة بآثار إطلاقات الرصاص ونيران الدبابات، وكان من بين تبعات ما بعد الإنتفاضة، هو المقبرة الجماعية التي تم الكشف عنها في كانون الأول 2005 خلال عمليات صيانة دورية لأنابيب المياه على بعد (500) متر من ضريح الإمام الحسين (عليه السلام)، والتي ضمّت عشرات الجثث ممن تمت تصفيتهم بعد الانتفاضة، كما تم إكتشاف مقبرة جماعية أخرى في 10 كانون الثاني 2010 جنوبي المدينة، وكانت تضمّ جثثاً لـ (23) شخصاً من كِلا الجنسين".
المصدر: اضغط هنا