ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
والذي يظهر بالتأمل الجامع في الأمور من خلال ملاحظة القدرات الإنسانية والمناهج المختلفة ومضاعفاتها وبالنظر في النصوص الدينية الثابتة تطابق المنظورين الفطري والديني على أنه ينبغي للإنسان العناية بتنمية الجوانب الروحية في اتجاهين :
أ. الاتجاه العام، ويشتمل على أنواع ثلاثة من النشاطات الروحية :
١. النشاط الروحي لأجل مزيد من العقلانية والرشد.
٢. النشاط الروحي لأجل تنمية الضمير والشعور بالقيم الأخلاقية.
٣. النشاط الروحي لتنمية القدرات النفسية على المواقف الصحيحة واللائقة في الحياة.
ب. الاتجاه الخاص، وهو تنمية النشاطات الثلاثة المتقدمة (العقلاني، والأخلاقي، والنفسي) تجاه الخالق سبحانه بشكل خاص، إذ فطر الإنسان على الشعور به والبحث عنه والانجذاب إليه والخضوع له، فيكون في تلك النشاطات تجاهه استجابة للفطرة التي غرست في داخل الإنسان.
المصدر / محمد باقر السيستاني، اتجاه الدين في مناحي الحياة، ص، 262.