تواصل موسوعة كربلاء الحضارية الصادرة عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، بيان المراحل التأريخية الدقيقة لخروج الإمام الحسين "عليه السلام" طلباً للإصلاح في أمة جده رسول الله "صلى الله عليه وآله".
وقالت الموسوعة نقلاً عن كتاب "مروج الذهب" للمسعودي، إن "التابعي الجليل (أبا بكر بن الحارث بن هشام المخزومي) والملقب بـ (راهب قريش)، لم يبخل بنصيحته على سيد الشهداء (عليه السلام) من أجل منعه عن الخروج، قائلاً (يا ابن عم، ان الرحم بضائرني عليك، ولا ادري كيف انا في النصيحة لك)، فقال الإمام، (يا ابا بكر، ما انت ممن يُستغش ولا يُتهّم، فقل)، فقال أبو بكر (كان أبوك أقدم سابقة، وأحسن في الاسلام أَثرأ، وأشد بأساً، والناس له أرجى، ومنه أسمع، وعليه أجمع، فسار الى معاوية والناس مجتمعون عليه إلا اهل الشام وهو أعز منه، فخذلوه وتثاقلوا عنه حرصاً على الدنيا وضنّا بها، فجرَّعوه الغيظ... فلو بلغهم مسيرك اليهم لاستطغوا الناس بالأموال، وهم عبيد الدنيا، فيقاتلك من وعدك أن ينصرك، ويخذلك من انت احب اليه ممن ينصره، فاذكر الله في نفسك)، فقال الحسين(جزاك الله خيراً يا ابن عم، فقد أجهدك رأيك، ومهما يقضي الله يكن)".
وأشار المحور التاريخي في الموسوعة، الى أن "من المتخوفين على الامام الحسين، أخوه عمر الأطرف بن الإمام علي (الذي قال له (حدثني أبو محمد الحسن عن أبيه أمير المؤمنين أنك مقتول، فلو بايعت لكان خيراً لك)، فأجابه الحسين( حدثني ابي ان رسول الله أخبره بقتله وقتلي، وان تربته تكون بالقرب من تربتي، أتظن أنك علمت ما لم أعلمه؟)".
ويضيف قسم التاريخ الإسلامي في موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة، أن "الصحابي (عبد الله بن جعفر) لم يختلف عن بقية المتخوفين على الحسين، فكتب اليه) أنشدك الله أن لا تخرج عن مكة، فإني أتخوف عليك من هذا الأمر الذي قد أزمعت عليه، أن يكون فيه هلاكك وهلاك أهل بيتك، فاني آخذ لك الأمان من يزيد وجميع بني أمية على نفسك ومالك وأهل بيتك)، فأجابه الحسين (والله يا ابن عمي لو كنت في جحر هامة من هوام الأرض لإستخرجوني وقتلوني)".
المصدر:- موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة، المحور التاريخي، قسم التاريخ الإسلامي، النهضة الحسينية، الجزء الثاني، أحد منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2019، ص 24-25.