ذكرت موسوعة كربلاء الحضارية الصادرة عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، نقلاً عن كتاب "مروج الذهب" للمسعودي، قوله إن"إبن عباس عاد ثانية الى مكة بعد سفر مسلم بن عقيل، مبدياً المشورة للحسين بقوله (يا ابن عم، قد بلغني أنك تريد العراق، وأنهم أهل غدر، وإنما يدعونك للحرب فلا تعجل، وكرهت المقام بمكة فاشخص الى اليمن، فإنها في عزله)، فقال الحسين (يا ابن عم، إني لأعلم أنك لي ناصح وعليّ شفيق، ولكن مسلم ابن عقيل كتب الي باجتماع أهل المصر على بيعتي ونصرتي، وقد أجمعت على المسير اليهم)".
وقالت الموسوعة في سياق بحث وتوثيق الرحلة الثورية الإصلاحية لسبط رسول الله، الإمام الحسين بن علي "صلوات الله عليهم أجمعين"، إنه "يظهر أن ابن عباس تردد مراراً على الحسين آخرها حين عزم على الخروج، وأخذ في الجهاز، فدخل عليه وقال( يا ابن عم، قد بلغني أنك تريد المسير الى العراق)، فقال الحسين )انا على ذلك(، قال ابن عباس (اعيذك بالله يا ابن عم من ذلك)، فقال الحسين)قد عزمت ولا بد من المسير(، قال ابن عباس (أتسير الى قوم طردوا أميرهم عنهم، وضبطوا بلادهم، فإن كانوا قد فعلوا ذلك فسر اليهم، وإن كانوا إنما يدعونك اليهم واميرهم عليهم، وعماله يجبونهم، فانهم إنما يدعونك الى الحرب، ولا آمنهم أن يخذلوك كما خذلوا أباك وأخاك)، قال الحسين )يا ابن عم، سأنظر فيما قلت)".
وأشار المحور التاريخي في الموسوعة، الى أنه "فيما يخص عبد الله بن الزبير، فكان أكثر الناس فرحاً بخروج الحسين الى الكوفة، فقد كان أثقل الناس عليه، وقد غمّه مكانه بمكة، لأن الناس ما كانوا يعدلونه بالحسين، فأتاه فقال (أبا عبد الله ما عندك؟، فوالله لقد خفت الله في ترك جهاد هؤلاء القوم على ظلمهم واستذلالهم الصالحين من عباد الله)"، فقال الحسين (قد عزمت على اتيان الكوفة(، فقال )وفقك الله! أما لو أن لي بها مثل أنصارك ما عدلت عنها، ثم خاف أن يتهمه)، فقال (ولو أقمت بمكانك فدعوتنا واهل الحجاز الى بيعتك أجبناك وكنا إليك سراعاً، وكنت أحق بذلك من يزيد وأبي يزيد)".
ويضيف قسم التاريخ الإسلامي في موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة، أنه "لم يغفل ابن عباس، فرح ابن الزبير بنيّة الحسين التوجه الى العراق، فقال له (قرّت عيناك يا ابن الزبير، هذا الحسين بن عليّ يخرج الى العراق ويخليك والحجاز وجعل يقول:
يا لَكِ من قُبرَّةٍ بمَعمرِ خَلا لَكِ الجوّ فبيضي واصفري
ونَقري ما شئتِ ان تُنقري قد رُفع الفَخ فماذا تَنظري
لابدّ من اخذك يوماً فاصبري
المصدر:- موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة، المحور التاريخي، قسم التاريخ الإسلامي، النهضة الحسينية، الجزء الثاني، أحد منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2019، ص 23-24.