ذكر كتاب "الإمام الحسين في الدراسات الاستشراقية" الصادر عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، أن تاريخ البشرية بأجمعه لم يشهد شخصيةً خُلّدت وجابت أفكارها وقصةُ حياتها ومآثرها وتضحياتها أرجاء العالم على مرّ العصور، مثل شخصية الإمام الحسين بن علي "عليهما السلام".
وعزا الكتاب الأسباب والعلل وراء هذا التفرد، الى أن "هذه الشخصية، ذات الأفكار والتضحيات والأطروحات الإنسانية التحررية، لم تكن حكراً على فئة أو طائفة، أو دين بعينه، فالإمام (عليه السلام) هو للعالم أجمع، وضحى بحياته وحياة أهل بيته وأصحابه في سبيل الحرية والإنسانية والسلام، ولهذا نجد حرقة مصرع الإمام الحسين (عليه السلام) موجودة في قلوب المؤمنين والخيرين والمصلحين على اختلاف ألوانهم ولغاتهم ودياناتهم".
ويؤكد مؤلف الكتاب، سماحة الشيخ "ليث العتابي"، إن "هذا الامر واضح جلي، إذ نجد الكثير من أهل الديانات المختلفة قد تأثروا بالإمام الحسين (عليه السلام) وبأفكاره ومنهجه في الحياة الإنسانية الصحيحة، فنجدهم قد قرأوا وكتبوا عنه كل ٌ بحسبه، فمنهم بشكل عابر، ومنهم بتفصيل وتطويل، ومنهم عن حب وتأثر وولاء وفهم للحسين ولثورته الأزلية الخالدة"، متسائلاً "من يستطيع القراءة عن الحسين ولا يحبه؟ ومن يستطيع أن يسمع بالحسين ولا يشغف به؟ ومن يستطيع أن يفكر بالحسين ولا يجعله قدوةً له في حياته؟".
ويضيف "العتابي" أن "استعراض أقوال كل من كتب في الحسين (عليه السلام) شيء صعب، إذا أن كل من في العالم له رأيه في الإمام (عليه السلام)، وإن التعرّض لمن تأثّر بسيد الشهداء (عليه السلام) صعب أيضاً، لأن الكل قد تأثر بالحسين، كما وأثّر الحسين فيه، إلا أنه كان لابد من الإشارة ولو بنحو الإجمال لبعض من كتب في الحسين (عليه السلام) وتأثر به".
المصدر:- الإمام الحسين في الدراسات الاستشراقية، الطبعة الأولى، أحد منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2018، ص 37-38.