ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
أهمية موضوع الدين والأبعاد الروحية للإنسان .
وهذا الموضوع هو من جملة الموضوعات الغامضة المتعلقة بالإنسان وأبعاده الوجودية.
وقد شابَهُ كثير من الإبهام حتى في أوساط المعنيين به على المستويين النظري والعملي، حتى امتزج في امتداداته وتفاصيله بكثير من الأمور الموهومة والخاطئة، بل الخرافية أحياناً، مما أدى إلى إعطاء نظرة سلبية عن الدين والمعرفة الدينية في بعض الأوساط المعنية بها.
وقد أفرزت المجتمعات الدينية وخاصةً في أوساط أهل العلم الديني فيها في كافة الأديان والعقائد اتجاهات مختلفة في هذا السياق تعرف ب(التصوف) و(العرفان)، وأبرزت رجالاً على أنهم الغاية والقدوة والمثل الأعلى للإنسان الأمثل بالنظر إلى الجوانب الروحية والمعنوية التي توجب قداسة صاحبها.
وعليه يقع السؤال عن الرؤية الفطرية والعقلائية الراشدة في هذا الموضوع، وعن المنهج الديني في التعامل معه والتعليمات الدينية بشأنه، وما مدى صحة المناهج الطرق المختلفة ذات العلاقة به التي تُنسَب إلى الدين.
المصدر / محمد باقر السيستاني، اتجاه الدين في مناحي الحياة، ص، 261.