ذكرت موسوعة كربلاء الحضارية الصادرة عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، أن المعترضين في مكة وغيرها قد إنهالوا على الإمام الحسين وهم ينهونه عن التوجه الى الكوفة، وكل يدلي بدلوه ويدفع بحجته ناهين ومحذرين، راجين ومشفقين مما سيحيق بصفوة أهل البيت وما ينتظرهم من مهمة لا تعرف خواتمها، ولا تدرك نتائجها.
وقالت الموسوعة في سياق بيانها للمراحل المؤدية الى إندلاع الثورة الحسينية الخالدة ضد الظلم والطغيان، إن "أول الداخلين على الحسين، كان عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، فأقبلا حتى دخلا على الحسين، وقد عزما أن يتجها الى المدينة"، مضيفةً أن "إبن عمر قال حينها، (أبا عبد الله، رحمك الله، إتق الله الذي اليه معادك، فقد عرفت من عداوة أهل هذا البيت لكم، وظلمهم اياكم، وقد ولي الناس هذا الرجل يزيد بن معاوية، ولست آمن أن يميل الناس اليه لمكان هذه الصفراء والبيضاء فيقتلونك، ويهلك فيك بشر كثر، فإني سمعت رسول الله يقول - حسين مقتول، ولئن قتلوه وخذلوه ولن ينصروه، ليخذلهم الله الى يوم القيامة-)، مقترحاً عليه أن يدخل في صلح مع يزيد، وأن يصبر كما صبر على معاوية من قبل".
وأشار المحور التاريخي في الموسوعة، الى أن "جواب الحسين كان( أبا عبد الرحمن، أنا أبايع يزيد وأدخل في صلحه، وقد قال النبي فيه وفي أبيه ما قال)، فقال ابن عباس (اللهم نعم نعلم ونعرف أن ما في الدنيا أحد هو ابن بنت رسول الله غيرك، وأن نصرك لفرض على هذه الأمة كفريضة الصلاة والصوم)".
ويضيف قسم التاريخ الإسلامي في موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة، أنه "بهذا الجواب، أوسع الحسين لهما العذر للخروج معه، ووصاهما بعدم البيعة ليزيد حتى يعلما الى ما تؤول اليه الامور، فصار ابن عباس وابن عمر الى المدينة، وأقام الحسين بمكة".
المصدر:- موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة، المحور التاريخي، قسم التاريخ الإسلامي، النهضة الحسينية، الجزء الثاني، أحد منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2019، ص 22-23.