تواصل موسوعة كربلاء الحضارية الصادرة عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، سردها التاريخي الدقيق لتفاصيل النهضة الحسينية المباركة وتجلياتها البيّنة في الإرث الإسلامي والإنساني على حدٍ سواء.
وقالت الموسوعة في إطار بيان سلسلة مخاطبات أهل الكوفة للإمام الحسين "عليه السلام"، إن "من بين هذه المخاطبات هو ما جاء في رسالة كتبها (شبث بن ربعي) وجماعته والتي جاء فيها أنه (أما بعد، فقد إخضّر الجناب وأينعت الثمار، وطمّت الجمام، فإذا شئت فأقدم على جندٍ لك مجندة والسلام عليك)".
وأشار المحور التاريخي في الموسوعة، الى أن "الباحث في هذه الكتب ومرسليها يدرك من الوهلة الأولى، ومن خلال دراسة كاتبيها، أن دوافع متباينة ودواعي مختلفة عجلت في إرسالها بفعل التأييد الواسع لأهل البيت، ومن يأتمر بأمرهم، ويدين بموالاتهم، في حين ظن بعضهم، وفي طليعتهم (شبث بن ربعي) ومن على شاكلته، أن قيام حكومة الحسين تحقق لهم أهدافهم الدنيوية، ويتوصلون من خلالها لأغراضهم الخاصة من جمع للأموال والسلطة والجاه، فهم جاهزون عند تبدل الأوضاع، لذا سرعان ما تغيرت مواقفهم فانقلبوا على الحسين وأهل بيته، وأقدموا على حربه وقتاله، فهم المتظاهرون بالإسلام وقيمه من جهة، والعاملون وفق أهوائهم وشهوات أنفسهم من جهة أخرى".
ويضيف قسم التاريخ الإسلامي نقلاً عن كتاب "تاريخ الرسل والملوك" للطبري، أنه "مما يتضح أن ثورة الحسين لم تكن وليدة كتب أهل الكوفة ورسائلهم، فقد وصلت كتبهم اليه بعد أن علموا عزمه على الثورة وبعد امتناعه عن البيعة ليزيد، وأن دعوتهم لم تكن سبب تحرك الحسين، بل إن تحركه كان علة لدعوتهم، ولم يكن لدعوة الكوفيين أثر في اندلاع الحركة وقيام الثورة".
المصدر: - موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة، المحور التاريخي، قسم التاريخ الإسلامي، النهضة الحسينية، الجزء الثاني، أحد منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2019، ص 19-20.