ذكرت موسوعة كربلاء الحضارية الصادرة عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، أن معاوية بن أبي سفيان كان قد مارس سياسةً قاسيةً تجاه الشيعة بعد أن تولى السلطة، حين نكّل عامله زياد بن أبيه، بأبرز زعمائهم وقادتهم وعلى رأسهم الصحابي الجليل حجر بن عدي، ورفاقه الذين وقفوا يتحدون معاوية بشخص زياد بن أبيه، فتم قتلهم في "مرج عذراء" ببلاد الشام حسبما أورده "ياقوت الحموي" في كتابه "معجم البلدان".
وقالت الموسوعة في سياق بيانها للمراحل التاريخية الممهدة لثورة الإمام الحسين "عليه السلام"، إن "الإمام قد كتب الى معاوية يقول "ألست القاتل حجراً اخا كندة، والمصلين العابدين الذين كانوا ينكرون الظلم ويستعظمون البدع، ولا يخافون في الله لومة لائم، قتلتهم ظلماً وعدواناً من بعد أن أعطيتهم الأيمان المغلظة، والمواثيق المؤكدة أن لا تأخذهم بحدث كان بينك وبينهم، ولا بأحنة تجدها في أنفسكم عليهم" في إشارة الى أحد بنود الصلح الذي اشترط أن لا يأخذ معاوية أحداً من أهل العراق بأحنة.
ويشير المحور التاريخي في الموسوعة، الى أن "كل من (عبد الله بن سبيع الهمداني)، و(عبد الله ابن وال السلمي) كانا قد توجها برسالة اهل الكوفة، فوافوا الحسين بمكة لعشر خلون من رمضان، ثم لم يَمسِ الحسين يومه ذاك حتى وصل الى مكة (بشر بن مسهر الصيداوي)، و(عبد الرحمن بن عبيد الارحبي) حاملين خمسين رسالة من أشراف أهل الكوفة ورؤسائها".
وأضاف قسم التاريخ الإسلامي في موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة، الى أنه "لما أصبح وافاه (هاني بن هاني السبيعي)، و(سعيد بن عبد الله الثقفي) ومعه كتاب من (شبث بن رِبعي)، و(حجار ابن ابجر)، و(يزيد بن الحارث)، و(عروة بن قيس)، و(عمرو بن الحجاج)، و(محمد بن عمير بن عطارد)، وكان هؤلاء الرؤساء من أهل الكوفة، فتتابعت عليه في أيام رسل أهل الكوفة من الكتب حاملاً منه خرجين".
ويبيّن فصل النهضة الحسينية في الموسوعة، أن "نظرة عجلى لتلك الكتب والمراسلات ومدلولاتها، تكفي لندرك أن أهل الكوفة سأموا حياة التعايش مع الحكم الأموي، وسياسة ولاته، وكانوا في عجلة من أمرهم للخلاص مما يعانونه من إجحاف بعد سنوات العدل والمساواة التي سادت في ظل خلافة الإمام علي (عليه السلام) ومنها قولهم للإمام الحسين (عليه السلام)، إنه (أما بعد فحيهلا، فإن الناس ينتظرونك، ولا رأي لهم غيرك، فالعجل العجل، والسلام عليك)".
المصدر:- موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة، المحور التاريخي، قسم التاريخ الإسلامي، النهضة الحسينية، الجزء الثاني، أحد منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2019، ص 18-19.