يواصل كتاب "الإمام الحسين في الدراسات الاستشراقية" الصادر عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، بيان العوامل التي إعتمد عليها المستشرقون في قراءة التراث الإسلامي والتي كانت السبب وراء ظاهرة "الإسلاموفوبيا" التي تستهدف مسلمي العالم الغربي حالياً.
وذكر الكتاب أن "ثالث هذه العوامل هو الإعتماد على الكتابات غير الموضوعية لمجموعة من المستشرقين السابقين"، مضيفاً أنه "من المعلوم بأنّ أكثر المستشرقين قد كتبوا لخدمة أهداف دينية وإقتصادية وإستعمارية خاصة بهم وموجّهة ضد الإسلام، بل كانت أهداف أكثرهم مقصودة في سبيل الطعن والتشويه".
ويبيّن مؤلف الكتاب، سماحة الشيخ "ليث العتابي"، أن "الكتابات الإستشراقية الحاقدة قد سلطت على الإسلام وشخص النبي محمد (صلى الله عليه وآله)، حقداً وحسداً وبغضاً لا مثيل له، حيث عكست مدى تسلط الفكر الغربي على الأفكار الأخرى، ومدى التهميش الموجود في أوربا والغرب للشعوب غير الغربية، لتثبت بذلك نظرية (سيادة العرق الغربي) المعمول بها في الغرب، والمرتكزة في ذات الفرد الغربي على المستوى العملي عند نظره إلى باقي الشعوب، حيث دفع كل ذلك قادة الاستشراق (المؤدلج) إلى رمي الإسلام بالإتهامات الباطلة والإدعاء على نبي الإسلام (صلى الله عليه وآله) بكل ما يحلو لهم من أباطيل وأكاذيب ما أنزل الله بها من سلطان، وليقفوا حاجزاً منيعاً أمام الأفكار الإسلامية خوفاً من أن تتأثر بها شعوبهم، وبالتالي يكون لتلك الشعوب موقف إيجابي من الإسلام".
ويضيف "العتابي" نقلاً عن المستشرق البريطاني "مونتغمري واط"، قوله إنه "ليس بين رجال العالم رجل كثُر شانئوه كمحمد، فلقد كان الإسلام خلال قرون عدة، العدو الأكبر للمسيحية، وأخذت الدعاية الكبرى في القرون الوسطى تعمل على إقرار فكرة (العدو الأكبر) في الأذهان، حتى ولو كانت تلك الدعاية خالية من كل موضوعية، حتى إذا ما حل القرن الحادي عشر، كان للأفكار الخرافية في أذهان الصليبيين، أثر يؤسف له".
المصدر:- الإمام الحسين في الدراسات الاستشراقية، الطبعة الأولى، أحد منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2018، ص 33-34.