لم يذكر التاريخ وجود جماعة أقدمت على تدمير الأضرحة والمقابر بذريعة الدين سوى العصابة الوهابية، فبالإضافة إلى هدم القبور في الطائف وجدة وكربلاء وأماكن أخرى، ركّز الوهابيون جهودهم على هدم أضرحة وقباب الأماكن الدينية في مكة والمدينة.
من بين الأماكن التي كانت ضحية حملات الهدم الوهابية، هي أضرحة الأئمة الأربعة المعصومين "عليهم السلام"، وقبة منزل السيدة فاطمة "عليها السلام" والمعروف بـ "بيت الأحزان"، وبحسب ما ذكره المؤرخ الشهير "عبد الرحمن الجبرتي"، فإنه بعد عام ونصف وحسب من محاصرة المدينة المنورة والتسبب بمجاعة خانقة ضد أهلها، دخلت الزمر الوهابية الى المدينة ودمرت جميع الأضرحة والمقابر بإستثناء مرقد النبي "صلى الله عليه وآله".
وكردّ فعل لهذه الحملة الهمجية، أرسلت الإمبراطورية العثمانية جيشهاً الذي نجح حينها بإستعادة المدينة المنورة في شهر ذي الحجة من عام 1227هـ، المصادف لـ 1812 م، حيث أعيد بناء بعض الأضرحة في عام 1234 هـ، 1818 م بأمر من السلطان "محمود الثاني"، فيما أشارت بعض التقارير إلى إقامة مزارات بعد تلك السنوات، ومنها ما ذكره "حسام السلطنة" نجل ولي عهد إيران "عباس ميرزا قاجار" والذي زار أضرحة الأئمة الأطهار وبيت الأحزان الى جانب أكثر من 10 أماكن دينية في البقيع عام 1297 هـ، 1880 م.
وكان مما ذكره الأمير "حسام السلطنة" هو "وجود محراب في ضريح الأئمة الأربعة (عليهم السلام) وعلى جانبه الأيسر بناء خشبي أخضر اللون على قبور هؤلاء الأئمة، فيها يقع خلفها بيت الأحزان للسيدة فاطمة (عليها السلام)".