ذكرت موسوعة كربلاء الحضارية الصادرة عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، أن الإمام الحسين لم يسلك طريق الفرع الى مكة، ولكنه سار بالطريق الأعظم خلافاً لمشورة عبد الله بن الزبير الذي أراد التخفي للوصول الى مكة عن طريق الفرع، وهو غير طريق السالكين المعتاد لأم القرى، لكن الحسين أبى إلا تنكّب الطريق الأعظم قائلاً "والله لا أفارقه حتى يقضي الله ما هو قاض".
وبيّن المحور التاريخي في الموسوعة أنه "مما يبدو أن الحسين عزّ عليه الخروج بهذا التخفي بين أهله وأصحابه وبنيه، وهو قادم على عمل قلّ نظيره لتحدي دولة يدعمها جندها ومالها ورجالها، فكان من الأولى أن يشيع ثقة المجاهد بين أهله وذويه، فخرج من المدينة ليلة الأحد ليومين بقيا من رجب سنة ستين، ووصل مكة في الثالث من شعبان سنة ستين حسبما أفاد (أبو محمد بن أعثم الكوفي) في كتابه (الفتوح)".
ويشير نفس المصدر الى أن "الإمام (عليه السلام) كان قد خرج من المدينة لثلاث ليال مضين من شهر شعبان سنة ستين وهو تاريخ وصوله الى مكة وفقاً لرواية (أبي مخنف) بكتاب (مقتل الحسين)".
ويبين قسم التاريخ الإسلامي في الموسوعة، أن "المصادر على إختلافها لا تمدّنا بأحداث الرحلة، كما لا تزودنا الروايات بصور من أخبارها، سوى شذرات عن منازل الطريق ووصفها بصورةٍ لا تغني المتتبع شيئاً سوى معرفة أماكن الطريق الأعظم السالك لطريق مكة من المدينة ومناهله."
المصدر:- موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة، المحور التاريخي، قسم التاريخ الإسلامي، النهضة الحسينية، الجزء الثاني، أحد منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2019، ص 13.