ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
التأصيل الإسلامي في التعامل مع المجاورين للدولة المسلمة :
(أوّلا ): أنّ البناء العام في الإسلام هو تحقيق الأمن الخارجي، بإبرام المعاهدات الثنائيّة
الضامنة للسلم بين الطرفين، في حال الأمن من اعتداء الطرف الآخر بعد المعاهدة، أو ضعف المسلمين عن إزالة بؤر التوتّر في أطراف بلادهم.
و(ثانياً ): أنّ هناك عوامل منطقيّة قد تدعو الحاكم لاتخاذ قراراتٍ، تبدو شديدة في المنظور العام، إلا أنّها لا محيص عنها، كجزء من الحزم الضروريّ في حفاظ الدولة على كيانها، فلا تكون بالتالي خارجة عن حدود العدالة.
المصدر / محمد باقر السيستاني، اتجاه الدين في مناحي الحياة، ص، 253.