ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان .
إنّ دولة الإسلام إنما نشأت على أساس مبرّر عقلائي ومشروع عادل؛ فقد كان يؤدي رسالته في مكة بين الناس، فاضطُهد حتى اضطرّ للخروج، ولجأ إلى بيئة النبي (ص) المدينة التي آمن به أهلها، وتولّد كيان جديد وفق هذا الاعتقاد، لم يكن يفي النظامُ العشائريُّ بمقتضيات الأمن فيه، ولم يكن هناك بدٌّ من سعي هذه الجماعة إلى الحفاظ على نفسها .
المصدر / محمد باقر السيستاني، اتجاه الدين في مناحي الحياة، ص، 239 .