أكّد كتاب "الإمام الحسين في الدراسات الاستشراقية" الصادر عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، إن تحديد وقت بداية الطباعة العربية في أوروبا هو في الوقت نفسه تحديد لبداية الطباعة العربية، إذ أن الطباعة بالحروف العربية للكتب العربية، قد بدأ في أوروبا قبل البلاد العربية والإسلامية بأكثر من قرن.
وأشار مؤلف الكتاب سماحة الشيخ "ليث عبد الحسين العتابي"، الى أن "أول مطبعة عربية في أوروبا هي تلك التي أمر بإنشائها الكردينال (فرديناندو دي مدتشي) كبير دوقات (توسكانا)، وكان يرأس هذه المطبعة التي تتخذ من روما مقراً لها، هو شاب إيطالي يدعى (جيوفاني بتستا رايموندي) الذي أقام في المشرق فترةً طويلة"، مضيفاً أنه "إبتداءً من (6 أيلول/سبتمبر 1568 م) اشتغلت المطبعة في جمع وطبع أول إنتاج لها وهو كتاب (القانون) لإبن سينا، ومعه كتاب (النجاة) الذي هو مختصر (الشفاء)، حيث تم إنجاز طبع الكتابيّن في عام (1593 م)".
وتابع "العتابي" بالقول إن "في عام (1592 م)، قامت هذه المطبعة بطباعة كتاب (الكافية) لإبن الحاجب، وكتاب (الأجرومية) لإبن أجروم، وكتاب (نزهة المشتاق في ذكر الأمصار والأقطار والبلدان والجزر والمدائن والآفاق) للشريف الإدريسي، فيما حصلت المطبعة عام (1588 م) من السلطان العثماني مراد الثالث، على إمتياز طبع ونشر كتاب (تحرير أصول اقليدس) لمؤلفه (الخواجة نصير الدين الطوسي)، وقد تم طبع هذا الكتاب في عام (1594م)".
وبيّن كتاب "الإمام الحسين في الدراسات الاستشراقية" أن "هذه المطبعة كانت قد توقفت من عام (1593م) إلى عام (1601 م) حيث أن أرجح ما قيل في تفسير هذا التوقف هو أن طبع هذه الكتب لم يحظ بالقبول لدى الشرقيين لرداءة الحروف وقبحها وما فيها من أغلاط".
المصدر:- الإمام الحسين في الدراسات الاستشراقية، الطبعة الأولى، أحد منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2018، ص 20-21.