ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
ضرورة الحذر والحزم تجاه الأخطار وإنّ الناظر المتفحّص في الأمور يجد أنّه لا سبيل في بعض الحالات الشائكة من الحفاظ على الأمن إلا بالعمل وفق القواعد الحازمة السائدة في البيئة المحيطة بها في أمثال تلك الحالة؛ لكونها العرفَ الحاكمَ الذي لا يحصل الأمن إلا بالجري عليه، كما هو الحال في الأعراف الدولية الجارية الآن. فإن هذه الأعراف قد لا تكون المثلى في الموضوعات التي تعالجها، ولكنَّها هي الأدواتُ المتيّسرة لحفظ الأمن العادل، فليس هناك من محيص عن اتباعها في ظروفها، بالرغم من عدم كونها مثاليّة بشكل مطلق.
المصدر / محمد باقر السيستاني، اتجاه الدين في مناحي الحياة، ص، 236-237.