ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
ما جاء في الدين وتاريخه من النصوص الشديدة، والحوادث التاريخية المريرة بين أهل الدين وغيرهم، وكيف يمكن تخريج هذه النصوص والحوادث وتوجيهها مع ما تقدم من أصالة حرمة الإنسان وعقد المعاهدات العادلة مع الآخرين.
توضيحات ضرورية
وتوضيح الجواب عن ذلك يقتضي بيان أمور أربعة ..
1- توضيح المنهج الفني في كيفية تأمل النصوص والحوادث المحكمة والمتشابهة.
2- ضرورة التمييز بين واقع (الشريعة) وبين كلّ من الفقه الاجتهادي والعمل السياسي من قِبل الحكّام بعد عصر النص أو التعامل الاجتماعي من قِبل عامة الناس.
3- ضرورة التثبت في الاستبعادات المدعاة والوقوف على الاعتبارات الصائبة.
4- ضرورة التثبت حول الحيثيات الحافة بالحوادث الخارجية.
المصدر / محمد باقر السيستاني، اتجاه الدين في مناحي الحياة، ص، 227 - 228.