ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
وقد كُرّر وجوب الوفاء بالعهد وأداء الأمانة في آيات كثيرة في القرآن الكريم، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُود)، وقال: (وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا)، وقال: (إِنَّ اللهَّ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا)، وفي الحديث عن النبي(صلى الله عليه واله وسلم) (المسلمون عند شروطهم))، بل قد جعل الوفاء بالعهد من جملة الأخلاق الإلهية، فقال جل شأنه: (قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللهَّ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ عَهْدَه)، بل إنه أوفى المعاهدين، قال تعالى : (َمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهَّ).
المصدر / محمد باقر السيستاني، اتجاه الدين في مناحي الحياة، ص، 220.