ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
فهو أصل خاصّ ذا بُعدَين ..
الأوّل: بُعد عامّ مؤكد لأصل حرمة الإنسان في حق المسلم.
والثاني: بُعد إضافيّ خاصّ يتضمّن جملةً من الالتزامات الإضافيّة المتبادلة بين المسلمين ممّا لا يلتزم بها عامّة الناس بعضهم تجاه بعض من جهة كونه ضرباً من الفضل غير اللازم بحسب الفطرة في غير حال الالتزام به من قبل الطرفين.
وهذا الأصل هو أصل بديهي في الدين؛ حيث كان جميع المسلمين على أساس هذا الأصل في قوة أفراد العشيرة الواحدة، بل جعل علقة بعضهم بالبعض الآخر بمثابة قرابة الأخ من أخيه، ولم يجعلها بمثابة مطلق القرابة.
المصدر / محمد باقر السيستاني، اتجاه الدين في مناحي الحياة، ص 208 .