ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
هو أصل ثابت في الإسلام بعنوانه، ولا يصح ما يُظنّ من انحصار الاحترام في الإسلام بالمسلمين والمعاهدين؛ فالإنسان بنفسه مستوجب للاحترام في الإسلام ما لم يعتَدِ أو يفسد بلا اختصاص لذلك بخصوص المسلمين أو المعاهدين فهو يحظر ظلمه، والاعتداء عليه، وإلحاق الأذى به، ومضارّته، بل يجب الدفاع عنه في مقابل ما يتعرض له من الظلم ولا مخرج عن هذا الأصل إلا مجازاة الاعتداء بالمثل، أو الإفساد في الأرض، من قبيل ما يؤدي إلى فقدان الأمن الاجتماعي على النفوس والأعراض والأموال.
المصدر / محمد باقر السيستاني، اتجاه الدين في مناحي الحياة، ص 205.