ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
أنّه لا شك بحسب نصوص الدين في أن تعاليمه تتضمّن النهيَ عن أنحاء العصبية ضدّ الآخرين كلِّها من القوميّة والقبليّة، والذكورة والأنوثة، وغيرها، ومن جملتها العصبيات الدينية التي تتذرع بالدين في تجاوز القيم الأخلاقية، سواء في مرحلة تقييم النفس أو في مقام التعامل مع الآخرين.وتؤكد تلك النصوص على أن المناط في النجاة هو معرفة الحقيقة والإذعان بها والفضيلة والعمل الصالح.
المصدر / محمد باقر السيستاني، اتجاه الدين في مناحي الحياة، ص، 196.