ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
إنّ من الأمور الذميمة والمرفوضة من المنطلق الفطري هو العصبية تجاه الآخرين. ويمكن تقسيم العصبيّة بنحوٍ عامّ إلى قسمين: عصبيّة ذميمة تحول دون العدل.
وأخرى مرجوحة تمنع من الفضل ..
الأولى فهي عصبيّة تؤدّي إلى منع الآخر من استحقاقاته الفطريّة الواجبة له، مثل مراعاة حرمة نفسه وعرضه وماله وما إلى ذلك، وهي ذميمة كما ذكرنا؛ لأنّها انتهاك لحقوق الآخرين الفطريّة.
المصدر / محمد باقر السيستاني، اتجاه الدين في مناحي الحياة، ص، 195 .