ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
في باب الشهادات جُعلت شهادة امرأتين بمثابة شهادة رجل واحد، وعلّل ذلك في الآية الكريمة بـ (أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى)، ولعلّ المقصود أن تأخذ إحداهما العاطفة المانعة عن أداء الشهادة بحقّها فتذكّرها الأخرى
وقد ورد في الفتاوى عدم قبول شهادة المرأة في بعض الموارد كالهلال، وكأنّ المقصود من وراء الحكم عدم تشجيع المرأة على الدخول في وادي الاستشهاد والشهادة في تلك المواضع، لكونها بعيدة عن الاهتمامات المناسبة لها أو لما يوجبها من الاختلاط المؤثّر بدوره من خلال الإثارات العاطفيّة التي يمكن أن تكون آفةً ضارّةً بصدق الشهادة وموضوعيّتها.
المصدر / محمد باقر السيستاني، اتجاه الدين في مناحي الحياة، ص، 191-192.