تناولت موسوعة كربلاء الحضارية الصادرة عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، التفاصيل الكاملة لمنطقة "خان النخيلة والخانات التاريخية الأخرى في إطار بيان الأدلة على الترابط القديم بين مدن الفرات الأوسط العراقية الأصيلة .
وجاء في الموسوعة، أن "لفظ (خان الربع) قد أطلق على خان النخيلة، لأنه يقع على ربع المسافة بين مدينتي كربلاء والنجف الأشرف، كما اطلق لفظ (خان الربع) على (خان المصلى) عند توجه الزائر من النجف الأشرف الى كربلاء، وقد اعد خان النخيلة لإستراحة الزائرين، وهو يقترب من (خان العطشان) الذي تقف عنده قوافل التجار والزوار لرؤية القبة الحسينية الشريفة" .
ويذكر قسم التاريخ الإسلامي في الموسوعة، أنه "يوجد في الطريق الرابط بين بغداد وكربلاء خمس خانات هي خان الكهية، وخان زاد، وخان البير (خان النص)، وخان المزراقجي، وخان المسبب".
ومما جاء أيضا عن خان النخيلة في المحور التاريخي لموسوعة كربلاء الحضارية الشاملة، أن "البلداني (ياقوت الحموي) كان قد حدد موقع (النخيلة) في ظهر الكوفة، وعندها يقع (الجوسق) الذي اجتمعت فيه الخوارج يوم النهروان، وبعد إستشهاد الإمام علي (ع) سنة 40 هـ، اتخذه الخوارج مقراً لقتال معاوية بن ابي سفيان، والذي ذكره قيس بن الأصم الضبي في رثائه لقتلى الخوارج
اني ادين بما دان (الشراة) به (يوم النخيلة) عند اجلوسق الخرب
النافرين على منهاج اولهم مـن الخـوارج قبـل الشـك والـريب
هذا وقد شهد موضع النخيلة احداث تاريخية مهمة، ففيه نزل الإمام علي (ع) في طريقه الى صفين، وفيه أيضا نزل الإمام الحسن عام 14هـ قبيل عقد الهدنة مع معاوية بن أبي سفيان، فضلاً عن كونه الموضع الذي عسكر فيه التوابون عام 64هـ، عند مطالبتهم بدم الإمام الحسين، بقيادة "سليمان بن صرد الخزاعي".
المصدر: -موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة، المحور التاريخي، قسم التاريخ الإسلامي، الجزء الأول، أحد منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، ۲۰۱۷، ص 45-46.