ذكر كتاب "مدينة الحسين" الصادر عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، نقلاً عن مصادر تاريخية عدّة، أن مدينة كربلاء كانت متمصّرة ومشيدة فيها المنازل، فضلاً عن كونها مأهولة بجمع غفير من المسلمين المحبين لأهل البيت "عليهم السلام" عندما امر المتوكل العباسي بهدم قبر الإمام الحسين "عليه السلام" سنة (236هـ).
وروى "محمد بن جرير الطبري"، و"إبن كثير الشامي" في "البداية والنهاية" أنه "أمر المتوكل العباسي في سنة (236هـ) بهدم قبر الإمام الحسين (عليه السلام) وهدم ما حوله من المنازل والدور، وان يحرث، ويبذر، ويسقي موضع قبر الإمام، وأن يمنع الناس من إتيانه، ونادى صاحب شرطته في تلك الناحية من وجدناه عند القبر بعد ثلاثة أيام بعثنا به الى المطبق، فهرب الناس وأمتنعوا من السير إليه، وحرث ذلك الموضع وزرع ما حواليه".
وفي رواية أخرى ذكرها "أبو الفرج الأصفهاني"، أنه "كان المتوكل العباسي شديد البغض لآل رسول الله (عليهم السلام)، ولما ولي الخلافة، أعطى ولاية المدينة، ومكة الى (عمر بن فرج الرجحي) الذي كان بدوره شديد البغض لآل أبي طالب، ومنعهم من التعرض لأسئلة الناس وأجابتهم عنها، ومنع الناس من البرّ بهم، وكان لا يبلغه أحد منهم بشيء وإن قل إلا أنهكه عقوبةً وأثقله غرماً، حتى كان القميص يكون بين جماعة من العلويات يصلين فيه واحدة بعد واحدة، ثم يرقعنه، ويجلسن على مغازلهن عوارى حواسر الى أن قتل المتوكل، فعطف عليهم المنتصر".
المصدر:- محمد حسن مصطفى الكليدار آل طعمة، "مدينة الحسين – مختصر تاريخ كربلاء"، الجزء الثاني، أحد منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2016، ص 136.