ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
إنّ هناك فرقاً بين مفهوم العدالة وبين مفاهيم أخرى يشعر الإنسان تجاهها بشعور إيجابيّ، ولكنّ حسنَها ولزومَها عند التدقيق ليس مطلقاً؛ فالعدالة مفهوم ينطوي على رعاية جميع العناصر التي يكون من المناسب رعايتُها في السلوك الموصوف بها، وأما المفاهيم الأخرى كمفهوم المساواة ومفهوم الرحمة فهي تنطوي على النظر إلى بعض تلك العناصر خاصّة.
المصدر / اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني ص 163 -164.