أورد كتيّب "30 يوماً لترك الكذب"، الصادر عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة مجموعةً من الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث الشريفة المنقولة عن نبينا الأكرم وآل بيته الأطهار "صلوات الله عليهم أجمعين" في ذمّ فعل الكذب ومرتكبيه.
وجاء في أولى الأدلة على تبيان قبح هذا الفعل هو وصفه من قبل الباري "عز وجلّ" في كتابه الكريم بـ "الفسق" في الآية الكريمة "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا" – الحجرات (6)، وبأنه سبب الخذلان الإلهي بقوله "إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهْدِى مَنْ هُوَ كَٰاذِبٌ كَفَّارٌ" – الزمر (3)، بل أنه تعالى لعن من يتصف بالكذب بقوله "فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ" – آل عمران (61).
ولم تخلُ الأحاديث النبوية الشريفة وأقوال آل البيت "صلوات الله عليهم أجمعين" من ذمّ الشخص الكذاب ونعته بما هو حق من النعوت، فقد روي عن رسول الله "صلى الله عليه وآله"، قوله "المؤمن إذا كذب بغير عذر، لعنه سبعون ألف ملك، وخرج من قلبه نتن حتى يبلغ العرش فيلعنه حملة العرش، وكتب الله عليه لتلك الكذبة سبعين زنية أهونها كمن يزني مع أمه"، فيما أشار في وصيته لأمير المؤمنين "صلوات الله عليهما" الى أن الكاذب مسودّ الوجه، بقوله "يا علي إياك والكذب فإن الكذب يسود الوجه، ثم يكتب عند الله كذابا، وإن الصدق يبيض الوجه ويكتب عند الله صادقا، وإعلم أن الصدق مبارك والكذب مشؤوم".
أما سيد البلغاء والمتكلمين ووصي رسول رب العالمين علي بن أبي طالب "عليه السلام" فقد وصف الكاذب بـ "الفاجر" في قوله "لا يصلح من الكذب جد ولا هزل، ولا يعدنَّ أحدكم صبيه ثم لا يفي له، إن الكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار، وما زال أحدكم يكذب حتى يقال: كذب وفجر...".
المصدر:- تأليف أحد طلبة الحوزة العلمية في النجف الأشرف، "30 يوماً لترك الكذب"، أحد منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2017، ص 10.