ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
ولم يُنزل الله سبحانه العذاب على قوم في الحياة الدنيا إلّا في حال إمعانهم في الظلم، قال تعالى :(وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالمُِونَ ) ، وقال : (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ).وذكر تعالى أن موازين يوم القيامة تجري بالقسط، كما قال تعالى : (وَنَضَعُ المَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ )، وقال : (لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالحَِاتِ بِالْقِسْطِ )، وقال سبحانه : (وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ )، فالحياة الأخرى دار يتلقّى الظالم جزاءه والمظلوم تدارك ظلمه كما قال تعالى: (وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالمُِونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ )، وقال :(وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا )، وقال عزّ من قائل :(وَمَا لِلظَّالمِِينَ مِنْ أَنصَارٍ ).ولكن مع ذلك فقد يقع التساؤل عن مدى توافق أنباء الدين وتعاليمه مع العدالة.
المصدر / اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني ص ؛162.