ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
وأمر سبحانه بتحري العدل مع الفئات المستضعفة كاليتامى فقال سبحانه (وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتَامَىٰ بِالْقِسْطِ ۚ ) وأوجب القسط في التعامل الأسري حتى أن الرجل إذا لم يأمن في حال الزواج من امرأة ما أن يعدل معها المكان يتمها كان عليه أن لا يتزوجها، وإذا لم يأمن فيما لو تزوج بأخرى أن يعدل بين امرأتيه لم يجز له الزواج بها، كما قال تعالى :( وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً).
المصدر / اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني ص161