ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
إن العدالة هي أحد أهم المفاهيم الأخلاقية بحسب إدراك الضمير الإنساني، وترجع حقيقتها إلى الإيفاء بالحقوق الفطرية وسائر الاستحقاقات المقررة على أساس تحري الصلاح والحكمة. وقد وقع الاهتمام بالعدل في الدين كأساس في السلوك السليم..
فقد جعل هذا الوصف من جملة الخلق الإلهي في التعامل مع الخلق، وأكد على عدم ممارسته سبحانه الظلم بأي حال، في حين كان انطباع الناس عن الآلهة أن لهم أن يفعلوا ما شاءوا وليس هناك حدود أخلاقية ينبغي لهم رعايتها، قال تعالى : (شهد الله انه لا إله إلا هو و الملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط )، وقال : (إن الله لا تظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون) .
المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص. 161