ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
ربما كان المنظور في هذا التشريع ان اظهار الارتداد بعد الإسلام في المجتمع الإسلامي يعني الشهادة ببطلان الإسلام من بعض اهلة وهذا يثير شك في عقائد المجتمع المسلم وتزلزلاً في أخلاقياته وسلوكياته، فيوجب انتشار الشبهة واشتعال الفتنة في الأوساط العامة، وقد يؤدي إلى قتل نفوس كثيرة بإثارة العصبيات بين فئات المجتمع، من جهة دور الأفعال الغاضبة التي تصدر من بعضها، فكان من الواجب حماية المجتمع عن هذا التصرف الخاطئ والخطير.
فمن رجع عن الإسلام في ذات نفسه وبقي محافظا على إظهار الإسلام لم يؤخذ بسريرته.
المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص. 154