غصّت كتب التاريخ ومؤلفاته، بما لا يعدّ ولا يحصى من الأحاديث المروية عن نهر الفرات وفضائله العديدة على لسان أئمتنا المعصومين "سلام الله عليهم أجمعين" الذين قيل في أحاديثهم إن "كلام الإمام... إمام الكلام" لما فيها من البراهين القاطعة والأدلة الباهرة.
وكان مما جاء في أقوال الأئمة الأطهار عن فضل نهر الفرات على سائر نظرائه في أرجاء المعمورة، هو ما روي في كامل الزيارات، والبحار، ومزار الشيخ خضر وغيره عن صفوان الجمال أحد صحابة الإمام الصادق، إنه سمع الإمام "عليه السلام" يقول إن "الله تبارك وتعالى فضَّل الأرضين والمياه، بعضها على بعض فمنها ما تفاخرت ومنها ما بغت، فما من ماء ولا أرض الا عوقبت لتركها التواضع لله، حتى سلط الله المشركين على الكعبة وأرسل إلى زمزم ماءً مالحاً حتى أفسد طعمه، وإن كربلاء وماء الفرات أول ارض وأول ماء قدس الله تبارك وتعالى وبارك عليهما".
وفي الإطار نفسه، فقد حكى المجلسي والمفسرون عن الباقر "عليه السلام"، قوله، قال أمير المؤمنين "عليه السلام" في الآية الكريمة "وَآوَيْنَاهُمَا إِلَىٰ رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ"، إن المعين هو نهر الفرات.
المصدر:- حسين البراقي النجفي، "الدرة البهية في فضل كربلاء وتربتها الزكية"، الطبعة الأولى، أحد منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2014، ص 7-8.