ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
إن المقدار الوارد في القرآن الكريم ذم الارتداد من غير المعاقبة عليه عملا، نعم أثر ذلك في السنة عن النبي (صلى الله علية واله وسلم). ولكن هناك حديث حول هذا الحكم من عدة جهات.
1. أن هناك بحثاً في مدى كون هذا الحكم يقيناً او اجتهادياً في أصله وقد تقدم أن الحكم الاجتهادي متى اعتقد فيه المرء منافاته مع حكم عقلي واضح كان مقتضاه تزلزله في ثبوت ذلك الحكم وليس في حقانية الدين، بل الحكم الذي يستيقن به في نفسه لولا مصادمته لأصل ثابت أشد يقينا منه يزول اليقين به بمصادمته لذلك الأصل. ولا شك أن اليقين بأصل العدل في الدين فوق أمثال هذا الحكم، فيزول اليقين به عند مصادمته إياه.
المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص 152- 153