ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
أنه لا شك في أن غير المسلم متى كان معتقداً بأحد الأديان الإبراهيمية كاليهودية والمسيحية فلا إشكال في عدم مشروعية إلزامه بالإسلام.
وعلى الرغم من أن المسيحية في المنظور الإسلامي وقعت في الشرك، بتأليه المسيح عيسى وأمه مريم –عليهما السلام-، بل ثبت في السيرة التعامل كذلك مع المجوس -حيث لم يجبر مجوس (هجر) على الإسلام، وكذلك الحال في المجوس الذين كانوا في العراق وفي بلاد فارس بعد فتحها من قبل المسلمين -إلا أن الاقتراح الأول هو التعاقد مع الدولة المسلمة بما يضمن مراعاة كل من الطرفين لحرمات الآخرين، مع دفعهم ضريبة مالية – لمبررات أوضحناها ....
المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص 152.