ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
يمكن القول: إن الحروب التي خاضها المسلمون لم تكن حروب دعوة إلى الإسلام بل حروباً لتأمين وفرض الأمن والنظم، ولم يكن التعامل فيها مبنياً على أساس الدعوة إلى الإسلام بالسيف.
نعم، من أسلم كان يخرج عن التعامل وفق قانون الحرب، من جهة حرمة المسلم -ولو كان منافقاً -في الإسلام؛ وذلك لأن الإسلام يعتبر الدين وشيجة بين أتباعه بل هو على حد ميثاق بينهم بالسلم والأمن لا يحق لأحد منهم نقضه، وهذا الميثاق يشمل من لم يكن مذعناً بالدين قلباً لأحد العوامل الثلاثة، فلا يجوز استحلال حرمات المسلم حتى وإن لم يكن مؤمناً بقلبه، بل وإن بدا ذلك على بعض سلوكياته وتصرفاته كما نلاحظ ذلك في الآيات التي توبخ المنافقين.
المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص 151.