ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها - من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق- يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
فهذه هي الحالة العامة التي نشهدها في سيرة الأنبياء المبرزين مثل نوح وإبراهيم وموسى وعيسى وهود وصالح ويونس وغيرهم (صلوات الله عليهم).
وعلى ذلك جرى نبي الإسلام (صلى الله عليه واله وسلم) فقد بعث في مكة وبقي فيها ثلاث عشرة سنة يدعو إلى توحيد الله سبحانه وترك عبادة الأصنام، وبعد فقد عمه الناصر له والحامي عنه ولم يأمن القتل هاجر إلى المدينة، وعقد بين أهلها ومن حولها من المسلمين وغيرهم معاهدة يضمن بها حقوق الجميع، ولم يكره أحد في المدينة على ترك دينه.
المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص 150.