ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
إن الإكراه على التسليم الظاهري لعقيدة معينة أو منعه من إظهار خلافها يؤدي إلى إضعاف الاعتقاد المخالف لها وزواله تدريجا لصالح العقيدة المكره عليها وقد ينشأ الجيل الجديد وفق تلك العقيدة.
وهذه الأنحاء الثلاثة من الإكراه كلها تعد ذميمة في حالات ومحمودة في حالات أخرى، وذلك تابع لعناصر.
1- مستوى حقانية المبدأ وخطورته وضرورته للمكره عليه وللمجتمع العام.
2- مضاعفات إنكار المبدأ المفترض وأثره السلبي على السلم والسلامة الاجتماعين
3- سلامة الأدوات الضاغطة وبعدها عن التعسفات الشديدة والقاسية.
المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص 147 - 148.