ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها - من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق- يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
إن للإكراه الناعم تأثيراً على تغير قناعة الإنسان تدريجاً إلى الاعتقاد الذي يكره عليه؛ وذلك بأن يتعرض الإنسان لضغوط غير مباشرة على عدم اعتقاده بعقيدة معينة، ويرهن مصالحه بأن يصير معتقداً بها فتراه يغير من اعتقاده شيئاً فشيئاً، فيصبح الشيء لديه محتملاً بعد أن كان بعيداً، ثم ينمو شيئاً فشيئاً ويتلمس له الشواهد والدلائل إلى أن يتغير اعتقاده إلى الاعتقاد الذي تكون حياته أفضل معه.
فهذا النحو من الإكراه لا يثير النفس دفعةً واحدة ًحتى تأخذ حالة المجابهة معه ويتعذر عليها القبول به، ويجد الباحثون في الدراسات الاجتماعية والأمنية أمثلةً كثيرةً لهذه الحالة منها ما يقع بين اللاجئين إلى البلاد الغربية من تغيير الدين بغرض الحصول على اللجوء الإنساني.
المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص 147.