ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
وهناك انتفاع للدين بهذا الاتجاه، فهماً واقتناعاً وتذوقاً وسلوكاً على نحو ما سبق في محور العقلانية العامة والعلم؛ فالحاضنة الحكيمة تساعد على فهم الدين والنص القرآني فهماً واضحاً، كما تساعد على الاقتناع به وتذوقه والجري وفق تعاليمه الحكيمة، وقد استفاد الدين في إيصال رسالته من حكمة فئة من أماثل الخلق، إذ كانت حكمة الرسول عاملاً مساعداً في فهمه للرسالة الحكيمة، وانتقالها إلى مقتضياتها، وأدائه إياها على وجه حکیم، کما قال القائل:
إذا كنت في حاجة مرسلاً فأرسل حكيماً ولا توصه
المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص85.